إخوتي أخواتي في الله
أيها المتحابون في الله... المتباذلون فيه...
يا من تشع وجوههم بالنور وإنهم لعلى نور
أيها الأحياء بين الأموات .. أحياء القلوب والأبدان
نعيش أياماً فضيلة بانتظار أيام مباركة ... أيام شعبان ترقباً لشهر الخير والبركة والرحمة ...
كيف نستعد لرمضان من شعبان ...؟!
كيف نهيئ النفس التي ألفت ما لذ وطاب من متاع الدنيا، وشهواتها ...حتى تنشغل بالعبادة في رمضان؟!
كيف نتدرج بالنفس التي ألفت الدعة بل المعصية حتى تهجرها وتقبل على الله إقبال
التائب الآيب المنيب،.؟!
كيف نهيئ المعدة المتخمة بالطعام لتتعود الصيام وتأنس برمضان شهر القربى والطاعة فتهجر الدنيا ومتاعها لتستمتع بتلاوة القرآن وذكر الرحمن والصلاة والقيام ...؟!
هل نبدأ بالصيام أياما من شعبان لنروض النفس ونكبح جماح الجوانح ونهيئ المعدة، ونعوّد الصحب على هجر مجالس الأنس الخالية من ذكر الله البعيدة عن طاعته؟ هل نبدأ بحصر أموالنا وعدها وتقييمها تمهيداً لتطهير النفس من الشح والبخل بإخراج زكاة الأموال وإعطائها لأصحابها في رمضان لتكون لهم عونا في هذا الشهر الفضيل وطريقاً إلى قضاء حوائجهم وسعادة نفوسهم...
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم أكثر شعبان. قالت عائشة: "ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان" رواه البخاري ومسلم.
وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين. فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".. رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة..
هيا معا ندخل مدرسة الترويض والتهذيب في شهر شعبان بالصيام وهجر العادات التي تتنافى مع مقدم شهر رمضان وإلف عادات آخرى نتسابق فيها بالخيرات والطاعات والمندوبات,., استعدادا لشهر رمضان ,...
فهل أنتم فاعلون ....؟!