رمضان : شهر الطاعات
أما بعد، إخوة الإيمان أوصي نفسي وأوصيكم بتقوى الله العلي العظيم وأهنئكم جميعا وأهنئ المسلمين وأهنئ نفسي بقدوم هذا الشهر المبارك شهر رمضان العظيم.
لقد أطلّ علينا بكل ما فيه من الخيرات والبركات وإنّ شهرا كشهر رمضان نزل فيه كتاب ملأ العقول حكمة والقلوب طهارة لذو طلعة مباركة ومقدم كريم كيف لا وهو شهر أوله رحمه وأوسطه مغفرة وءاخره عتق من النار شهر رمضان فيه ليلة العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر أليس فيه ليلة القدر، شهر رمضان مليء بالبركات مليء بالتجليات مليء بالفتوحات ولكن كيف السبيل للنيل كيف السبيل للربح .
السبيل أن تلتزم يا أخي المؤمن بقول الله وقل اعملوا فسيرى الله عملكم، هذا السبيل في رمضان وغير رمضان السبيل للربح السبيل للجنة، السبيل لحوض محمد، السبيل إلى ذلك أن تتعلموا وتخلصوا لوجه الله الكريم فإلى متى إلى متى يقصر المقصرون بأداء الصلوات الخمس إلى متى يبخل البخيل إلى متى يبخل البخيل بأداء ما فرض الله عليه من الزكاة إلى متى يهمل المهمل لعلم الدين إلى متى يغفل الواحد منا عن أن يكون داعيا إلى الله يجاهد لإبادة الكفر والأباطيل إلى متى ينام الواحد على فراشه ولا يحمل هم هذه الأمة ولا يحمل هم نشر الدعوة إلى الله إلى متى ينشغل الزوج بزوجته والأب بأولاده والرجل بأمواله وذهبه عن ءاخرته إلى متى تغفلون عن يوم تشيب فيه الولدان يوم تبيض وجوه وتسود وجوه إلى متى ينشغل الواحد منا بدنياه عن أخراه إلى متى بدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة إلى متى تقصر في السعي إلى الجنة إلى جنة شجرة فيها تساوي الدنيا وما فيها شجرة، شجرة في الجنة ساقها من ذهب، شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ولا يقطعها إلى جنة فيها نعيم مقيم فيها ما تشتهي الأنفس إلى متى تشغلنا الدنيا عن الآخرة إلى متى تنشغل بهموم لا تبعدنا عن نار جهنم.
إتقوا الله حقّ تقاته في رمضان وغيره.
الله يرانا وسيحاسبنا وسيسألنا عن علمنا ماذا عملنا به هل تعلمت دينك هل عملت بما تعلمت هل أخلصت ماذا عملت بجسدك كيف أبليته حضروا الأجوبة ليس المهم طعام السحور وليس المهم طعام الفطور المهم أن تكسبوا في رمضان لآخرتكم.
إخواني الجنة شىء عظيم فإياكم إياكم والغفلة إياكم والتقصير والكسل، الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إذا اشتهوا فاكهة تصل إليهم، إذا اشتهوا لحما يأتيهم مطبوخا، نعيم عظيم ليس فيها غم ولا هم ولا يأس، يقول ربنا يا أهل الجنة أأنتم راضون فيقولون وكيف لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطه أحدا من خلقك فيقول أعطيتكم ما هو أعظم من ذلك أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا.
يا إخوة الإيمان طريق الجنة صعب فيه مشقة فيه مكاره فيه ما لا تقبله أنفسنا فيه ما يصعب علينا، لكن طريق جهنم سهلة، فمن أراد النار فطريق النار معروف ومن أراد الجنة وسعى لها سعيها هذا هو الفائز ليس السعي من للجنة أن تفطر على خمسين صنفا من الطعام ليس من السعي للجنة أن تأكل عند السحور ما لذّ وطاب ليس من السعي للجنة أن تمضي رمضان في لهو ومزاح وسهرات طرب وسهرات أنس بما لا يرضي الله ليس هذا السعي للجنة، السعي للجنة بالعلم والعمل والإخلاص فاتقوا الله نحن في شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين نحن في رمضان شهر يقول عليه الصلاة والسلام عنه من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه، من عمل في رمضان خصلة خير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدّى فريضة فيه كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه.
فاتقوا الله وواسوا الفقراء والمساكين بأموالكم وأكثروا من دعوة الأقارب والأحباب إلى الإفطار إذا فطرت صائما عندك ولو على مرقة ماء أو لبن فثوابك عظيم فكيف إذا أكرمته بأنواع الطعام وتذكروا أننا في شهر رمضان مطالبون بكف لساننا بل من باب التأكيد نحن في رمضان وغيره منهيون عن الغيبة والنميمة لكن في رمضان يتأكد في حق الصائم أن يكف لسانه عمّا حرّم الله.
أقول قولي هذا واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم.