لو سئل الرجل.. ماذا تمثل لك المرأة؟ لأجاب..
لو طُرح هذا السؤال في احد البرامج الاستطلاعية الفضائية على عدد كبير من الرجال في مناطق المملكة المختلفة... ماذا تمثل لك المرأة ؟
لوجدت الاجابات المختلفة في لهجاتها المحلية تتشابه في مفرداتها وجملها المكررة (المرأة هي الأم والزوجة والأخت والابنة والشريكة في هذه الحياة، ونبينا الكريم اوصانا بالنساء...) لكنك لن تجد من يجرؤ على التصريح بأنها وسيلة لرفع المعنويات المحبطة أو اثبات الرجولة المهددة او انها وسيلة للترفيه حتى ولو كانت حقيقة يضمرها في داخله ويفضحها فعله!
تذبذب المجتمع السعودي في بعض قضاياه ومبادئه المتناقضة التي يرفعها أحيانا ويتباهى بها أحيانا أخرى خصوصا في تعامله مع المرأة وحقوقها تستحق الاستقراء وتستوجب التحذير، لأن التناقض لا بد وأن يقوض البناء.
عندما تتعالى الأصوات التي تطالب بالقضاء على العنوسة وتنادي بتعدد الزوجات كحل لها فإنك لا بد وأن تتساءل عن جدواها و أبطالها من أنصار التعدد يسابقون الشباب ويزاحمونهم على أصغرالنساء واجملهن.
وعندما ترى الأب يتعامل بحرية مطلقة وظالمة متبجحة لا تخشى المحاسبة، مع بناته فيحرمهن الزواج طمعا في رواتبهن او يسوقهن هدايا وهن قاصرات لأقرانه ممن أعمارهم تضاعف أعمارهن أو (يتمرجل) على حسابهن فيحرق ربيع شباب إحداهن لحساب شيخ لتطببه، أو محكوم ينتظر القصاص لتنقذه، فيستخدمها وسيلة لابتزاز عواطف المجتمع لإنقاذه من فعله الذي حدد مصيره، ويغامر بحياة ابنته وسعادتها لحاجاته دون أن يحرك ساكنا في ضميره، فيتساءل عن ابنته حقوقها شبابها أحلامها حياتها مع من اجبرت على رهن واقعها ومستقبلها إرضاء له.
فإنك لابد وأن تحتار في مفهومنا الحالي لمعنى الزواج والعفة الذي نتعاطى معه.
وعندما ترى فريقا آخر يروج لزواج المسيار على انه حل نموذجي لمن اغناها الله او استغنت عن الزواج التقليدي فأصبح زواج المسيار تسلية أو أملاً لها في إنشاء اسرة تتحمل هي جميع مسؤولياتها، ويعفى فيها الرجل من كل شيء الا من زياراته أو(مساييره) فإن ضميرك لا بد وان يسألك عن قوام هذه الأسرة وعافيتها وأنت تعرف يقينا أن في مجتمعك من يعير الرجل بتربية امرأة له.
وعندما تسمع أصواتا تندد بزواجات أخرى وتنقض صحتها وتفرق أطرافها على الرغم من تراضيهم وتيتم أطفالهم وتشتت شملهم لاعتبارات أخرى ليس للدين او العقيدة فيها أية صلة فإنك ستصل للمحصلة وستستنتج الحقيقة الموجعة ففي كل الحالات السابقة تدفع المرأة وحدها الثمن وعليها يكون أغلب الوزر ويبقى الرجل حرا من كل التزاماته بعد ان يحقق احتياجاته.
ولست أدري على من يقع ذنب كل هؤلاء النساء المستضعفات على أسرهن التي رعتهن؟ أو المدارس التي فشلت في تعليمهن الدفاع عن حقوقهن أوتعليم الرجال احترام حقوقهن والالتزام بواجبتهم لهن؟ أما على المشايخ وعلماء الدين الذين كان بإمكانهم إنقاذهن وبذل المزيد لتوعية المجتمع بحقوقهن؟.