على الرغم من تميز الشاعر نزار قباني "رحمه الله" بأسلوبه السهل والواضح إلا انه كان دوما "السهل الممتنع" والعصي على التقليد...ولا أدري ان كان صوابا أو خطأ ان اعتقد ان الشخص الناجح حقا هو من ينقسم الناس حوله الى فريقين من يحبونه بشدة ومن يكرهونه او يعادونه بشدة وهكذا كان نزار الراحل الباقي في وجدان محبيه.
وهذه مقتطفات من مقابلة قديمة معه "وعذرا لا أعرف تاريخها " ولكني احببت اجاباته و وجدتها كاشفة لما بين الأبيات في جميع قصائده...اليكم هذه المقتطفات وبانتظار تعليقاتكم
س : لو وجدت نفسك مصادفة امام صندوق بريد وفي يدك مظروف وطابع و ورقة بيضاءففيمن تفكر ولمن تكتب خطابا ؟
ج : اكتب خطاب شكر لأمي ،وهي في فردوسها السماوي ، لانها في عام1944 باعت اساورها الذهبية..وساعدت ني على طباعة مجموعتي الشعري الأولى "قالت لي السمراء"..و لولا هذاالقرض ( الأمومي ) لما تمكنت من تحقيق حلمي الاول في تحويل صرخاتي الشعرية الأولى ...الى كتاب مطبوع
لقد كانت أمي هي( ناشرتي الأولى) لذلك لم اضطر في يوم من الأيام لتقبيل أيدي الناشرين ، والتماس رحمتهم0
س : لو زارك في الحلم طيف ، وقالك: انا المتنبي ..ماذا ستقول له ؟
ج : سأعطيه غرفة نومي وكتبي ، واصنع له قهوة عربية بالهال..واغسل قدميه بماء الورد..واعترف له : بانه علمني الشعر... واحترام النفس ..والكبرياء0
س : الى اي عصر من العصور تشتاق؟
ج : اشتاق الى عصر الشموع ، ورائحة الحطب، وخبز الصباح، واشتاق الى أمرأة معجونة بالورد البلدي ، والقرفة ، واليانسون ، وآذان الفجر والمواويل ، وسمفونية البهارات المنبعثة من دكاكين العطارين في دمشق ، والقاهرة ، و مراكش
اشتاق الى المرأة السنبلة...التي ترفض ان تدخل مسابقات ملكات الجمال...لأن خصر السنابل لا يقاس
س : لو تخيلت نفسك عابرا من هذا القرن الى القرن الى القرن ال21..ماذا تقول في وداع هذا القرن ؟
ج : اقول له وداعا .. يا عصر هيروشيما.. وشيرنوبل... وغاز الأعصاب ..وغاز الخردل و (الربوتات ) التي تكتب قصيدة النثر
فما اروع هذا الرجل وهو
(نزار قبانى)
حينما يذكر هذا الاسم
يفتح باباً كبيراً ليس له عرض !
ملء الدنيا بما كتب من شعر
حباً
وجمالاً
وسخطاً
وغضبا
فوق الخط الأحمر
كان ينام نزار
وفي وادي التمرد
كان يتوه نزار
ولاكن عندما يصحي نزار
يشعل الدنيا ... عبيراً وأنوار !